لماذا نحتاج الى الاسترخاء

 لماذا نحتاج الى الاسترخاء

سواء كنا نسابق الزمن للوفاء بالمواعيد النهائية المحددة في العمل ، أو نعالــج مشكلة صحية ، أو نتعامـل مــع موقف شخصي صعب ، فالتوتر جــزء حتمي مــن حياتنا ؛ بـل إنه يعد بقدر معين أمرا ضروريا في حياتنا ، فهو يساعــد عقولنا وأجسادنا على التهيؤ للتحديــات الصعبــة والتفاعــل مــع الأزمــات بشكل سليم . عندما نتعرض الضغط  أجسادنا بحالــة من " الكر والفــر " فعضلاتنا تصبح مشدودة ، ومعدل ضربات قلوبنا يتزايد ، وأنفاسنا تتسارع  ولذا فإن التعرض لقدر هائل مستمر من التوتــر كفيل بأن يؤثر علــى كل من سلامتنا الجسدية والعقلية وإذا لم نكبــح جماحـه ، سيقودنا إلى الشعور بالاستنفاد أو يتركنا تعانــي الاكتئاب أو القلــق الخبـر الجيد هو أنه هناك ما يمكنك فعله حيــال هذا ، وهو تعلم الاسترخاء فالاسترخاء التام لكــل من العقل والجسد يبطئ من معــدل ضربات القلب والتنفس ، ويخفـض ضغط الدم ، ويقلل من انقباض العضلات ، وحتى من استهلاك الأكسجين في الصفحــات التاليــة سنتفقــد الأسالــيب المختلفــة مــن التخلــص مــن التوتــر والضغوطات الموجودة في حياتك والوصول إلى حالة من الهدوء التام حيث يتحقق صفاء الفكر وراحة العقل .

روتين الاسترخاء  

روتين الاسترخاء قد تكون تمارين الاسترخاء سلاحا فعالا في مواجهة الإجهاد . فإذا تعلمــت إرخاء تنفسك وعضلاتك  سيح عقلك حذوهما على الأرجح . وعلى المنوال نفسه ، فــإن تخفيف الأفكار الباعثة على التوتــر والمخاوف يســاعد بدوره الجسد على الاسترخاء التام . هناك العديد من الأساليب المختلفة التي يمكنــك تجربتها في الصفحات التالية من هذا الكتاب . أيا كان ما ستختاره ، حاول أن تتدرب على الأقل مرتين في الأسبــوع حتــى يصبح الأسلوب أكثر فاعلية عندما تكون في أشد الاحتياج إليه . إن تحقيق هذا يتطلب الصبر والإصرار ، لكن ثابر ؛ فالأمــر يستحق . أخبر نفسك بأن الاسترخاء مثله مثل العضلة - كلما تمرنت أكثر ، صار استرخاؤك أقوى .

وازن تنفسك 

عندما تشعر بالإجهاد يصبح معدل تنفسك أسرع وأعلى وأكثر ضحالة ، بينما يسمح لك التنفس العميق بأن تلتقط انفاسا أكثر امتلاء وبطئا . جرب تمرين التنفس التالي باستخدام طاقة الكوند اليني .

خصص بعض الوقت لنفسك 

 إن تخصيص وقت للاسترخـاء لا يقل أهمية عن العمــل أو إنجاز العناصر المدرجة على قائمة مهامــك التي لا تنتهي وكحد أدنى ، احصل على فترات استرخاء قصيرة أثناء يومك المزدحم وإذا أمكن ، خصص وقتا في اليوم لنفسك فقط حتى يتسنى لك تجديد طاقتك لأداء المهام الأخرى الواجبة عليك . تعرف على الإشارات التحذيرية التي تنذر بتعرضك للإجهاد ، واخل بنفسك لبعض الوقت من أجل مواجهة الإشارات عند ظهورها .

 فضفض 

سواء كان هذا الشخص صديقا تثق به ، أو فردا العائلة ، أو مستشارا متخصصا ، فالعثور على شخص التحدث معه عن مشاعرك ومخاوفك عندما تشعر بالإجهاد وبأنك عالق في دوامة من المشاعر السلبية ، كفيل بأن يساعــدك على إزاحة الحمــل عن صــدرك ، الأمر الذي سيساعــدك بــدوره على الاسترخــاء . إن مجرد التفوه بأفكارك بوسعه أن يساعدك على فهمها بشكل أفضل والتفكير بإمعان في مشاكلك ، بـل وربما يجعل مخاوفك تبدو أصغر مما تظن تحدث مع الأشخاص الذين بمقدورهم مساعدتك على وضع الأمور في نصابها الصحيح وإيجاد حلول عملية لها .

تناول مشروبا ساخنا 

ليس هناك ما يبعث على الراحة أكثر من تناول قدح لذيذ من الشاي . لكن بما أن الكثير من الكافيين قد يؤثر على جودة النوم - إذ تشير الأبحاث إلى أن تنــاول الكافيين بعد منتصف اليــوم بوسعه أن يؤثــر على نومك بالسلب - ادخر أكواب الشاي والقهوة المليئة بالكافيين كمكافأة صباحية وفكر في تناول مشروب مهدئ في فتــرة ما بعد الفداء . يعد المينثول المتوافر في مشروب الشاي بالنعناع مرخيا طبيعيا للعضلات ؛ ما يجعله اختيار جيد لفترة ما قبل النوم . كما يحتوي شاي البابونج والناردين على مادة الفلافونيد ، التي لها تأثير مهدئ على العقل أيضا .

تعلم كيف ترفض 

إن رغبتك في رؤية نفسك كشخص متعــاون هي طبيعة بشريــة ، لكن لا تشعر بأنك ملزم بالموافقة على أي طلب أو فرصة تأتي في طريقك . إن الرفض لا يعني أنك أناني أو غير مكترث للآخرين ، بل إنه يحميك من تحميل نفسك فوق طاقتها ، وقد يمنحك مزيدا من القوة .

ارفض

اتبع روتينا للاسترخاء 

ما أول شيء تفعله عند عودتك إلى المنزل بعد يوم عمل طويــل وشاق ؟ هل تسكــب كوبا من العصير الطازج وتشغل التلفاز ؟ قد يساعــدك روتين الاسترخاء على القيام بنقلــة ذهنية مــن نمط العمــل إلى الاسترخاء . حــاول أن تتجنب الأشياء المنشطة ، مثــل المشروبــات التي تحتــوي علــى كافيين ، أو النظــر إلى شاشات ساطعة . وعوضا عن ذلك  جرب خلع ثياب العمل وارتداء ثياب النــوم ، واقرأ كتابــا ، أو استمــع إلى موسيقى هادئة ، أو استحم ببعض الزيوت العطرية المهدئة ، مثل اللافندر . سيساعدك هذا على الشعور بالاسترخاء والنوم .

حرك جسدك 

قد تساعد الحركة النشيطة أجسادنا على الاسترخاء وتهيئها للنوم ؛ حيث إنها ترهق العضلات وتساعد على التخفيف من حــدة التـوتر . هذا لا يعني أنك بحاجــة للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية ، بل جرب القفز لأعلى أو الجري في المكان ، وتخيل كأنك تفرغ جسدك من الطاقة ، وحينها ستكون مستعدا للنوم في وقت قصير للغاية إذا وجدت أن هذه التمارين تمدك بنشاط لا يتناسب مع وقت ما قبل النوم ، فحاول القيام بها في وقت مبكر في فترة ما بعد الظهيرة بدلا من المساء .

قم بإجراء مسح لجسدك 

الإجهاد لا يؤثر فقط على المشاعر ، بل من الممكن أن يفصح عن نفسه على هيئة أعراض جسدية ؛ إذ قد ينشأ عن الإجهاد ألم في الفك أو الرقبة ، ومشكــلات في الهضم ، وصداع . إذا تعلمــت التعـرف على هذه العلامات في جسدك  فستتاح لك فرصة معالجة المشكلة قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة . من الطرق الأساسية لفحص هذا التواصل بين الذهــن والجســد هي أن تجــري " مسا جســديا " . اجــلس بهدوء وقيم جسدك بشكل منهجي ، فابدأ من قمة رأسك  وانتقل للأسفل إلى وجهك ، ثم إلى مؤخرة رأسك ، ثــم كتفيــك ، ثــم ذراعيــك ، ثم يديك ، ثم جذعك ، ثم فخذيك ، ثم ساقيك ، فقــد ميك ، أثنــاء قيامك بهذا ، لاحظ الأحاسيس التــي تشعر بها ، هل هناك أي أماكن تشعر فيها بالتوتر أو الإجهاد ، أو عدم الراحة ؟ إذا كنــت تشعــر بأي مــن هــذه الأشيــاء ، فأرح هذه المناطق واتركها تلن وتسترخ . إن ممارسة هذا الأسلوب بانتظام قد يساعــدك علــى أن تصبــح أكثر انتباها للرسائل التي يرسلها جسدك . وباستكشاف الرابط بين الجسد والعقل ، ستبدأ في ملاحظة أي الأجزاء في الجسد أصبح مشدودا أو غير متوازن عندما تحس بشعور معين ، ويصبح بمقدورك أن تتخذ خطوات لتخفيف الإجهاد .

عانق شخصا تحبه 

تتبدد مخاوفنا في لحظة العناق ، ويرجع هذا الى أن العناق يطلق هرمون أوكسايتوسين في المخ ما يتسبب في ارتخاء العضلات وإزالة التوتر من الجسد يحسن العناق من الحالة المزاجية ويخفف من الاجهاد عن طريق تهدئة العقل ، وتخفيض مستويات هرمون الكورتيزول عن الإجهاد .

مدونة الإدارة